All But Reality

Imagine a catchphrase here

Simple template. Background and Customization by Shihab Elagib. Powered by Blogger

December 28, 2016

الويندوز أبديت، وصداع على أبواب عام جديد

اسأل اي مختص في البرمجيات او امن المعلومات: ما هي اساسيات الحماية الرقمية و/او الحفاظ على كفاءة واستقرار اجهزتك الالكترونية؟ غالب الظن ان الاجابة لن تخرج عن "استخدم برامج حماية جيدة، لا تثق في خدمات ووسائط غير معروفة، وحدث برمجياتك بإستمرار." 
"حدث برمجياتك بإستمرار." 
"حدث برمجياتك بإستمرار." 
"حدث برمجياتك بإستمرار." 
"طيب، ولو شغال بي ويندوز اعمل ايه؟"
"اعمل عصير ليمون!"


تاريخ مايكروسوفت مع التحديثات ليس اكثرها تشريفاً او اثارة للاعجاب، لكن منظومة التحديثات منذ ويندوز فيستا كانت -على الاقل- تعمل اغلب الوقت، والاهم من ذاك انها كانت تحمل في طياتها وصفاً لمحتوى ذاك التحديث، او على الاقل هكذا كان الوضع حتى ظهور ويندوز 10. منذ اطلاق النظام وعبر الجدل الطويل الذي دار حول استباحة مايكروسوفت لمنظومة التحديث بطرق ملتوية وصفها الكثيرون بأنها اجرامية، فقد الكثير من المستخدمين الثقة في منظومة تحديث الويندوز واصبح عدد المستخدمين الذين يقومون بمراجعة محتوى تلك التحديثات التي تظهر ضمن اشعارات التحديث في ازدياد (ربما تكون تلك مجرد تهيؤات من جانبي.) مرحلة الوعي هذه -للسخرية- لم تستمر في الاثمار طويلاً، فبعدها بقليل بدأت مايكروسوفت في الجزء التالي من ستراتيجيتها: التقليل الممنهج في شمل المستخدم في آلية هذه التحديثات حتى للأنظمة القديمة.

مايكروسوفت لا يمكنها ايقاف التحديثات الامنية وترقيعات الاخطاء البرمجية (وفي حالة مثل 8.1، التحديثات الثانوية واضافة المميزات) فور اطلاقها لنظام جديد، السياسة والاتفاق المسبق بينها وبين مستخدمي الانظمة السابقة تضمن استمرار هذه التحديثات لعدة سنين بعد ذلك. مايكروسوفت لكن بإمكانها جعل هذه التحديثات عملية مؤلمة للغاية سواءاً كانت عبر امور بسيطة  (ومثيرة للجدل) كالتوقف عن اصدار التحديثات بشكل متفرق واصدارها فقط كحزمة لا يمكن تجزئتها او ما قد يصل الى قطع الدعم عن مستخدمي الانظمة القديمة على معالجات جديدة.

مستخدمي ويندوز 10 قد يكونون على المام بستراتيجية مايكروسوفت اتجاه التحديثات فيه، ولا اتحدث هنا عن التحديثات الاجبارية او جمع التحديثات المتفرقة في حزمة واحدة كبيرة، بل اتحدث عن الزحف نحو بيئة لا يملك فيها المستخدم حتى القدرة على معرفة محتوى تلك التحديثات التي يجبر على تثبيتها. ببساطة، لا يفقد المستخدم فقط التحكم في حاسبه، بل يفقد حتى معرفة ماذا يفعل هذا الجهاز!

السبب خلف هذه التدوينة هو انتقال سياسة التكتم (او الكسل عن الافصاح) عن كنهية التحديثات المتاحة عبر اداة التحديث المتبعة في ويندوز 10 الى الانظمة السابقة، وتحديداً تحديث (او بالاصح، تحديثات. اصبحا اثنين اليوم، والبعض على الانترنت يقول انهم اصبحوا ثلاثة) معنون "Intel - System - 3/13/2016 12:00:00 AM - 11.0.0.1010" فقط، بدون اي معلومات اضافية. حاول الضغط على رابط "More information" المرفق مع التحديث وسيقودك الى صفحة البداية لخدمة مساعدة مايكروسوفت (الطبيعي ان الرابط يقود لصفحة مخصصة للتحديث.) حاول البحث يدوياً عنها، لا شيء. حاول البحث عنها في موقع انتل نفسه، لا شيء. 
هو مفروض افهم ايه بالزبط انا؟(لجرعة اضافية من الدراما المرتبطة بإحدى هذه تحديثات انتل المبهة هذه يمكن قراءة هذا المقال والمقالات المشار اليها عبره. او ببساطة عبر بحث سريع في قوقل. لو لقيت ليك معلومة مؤكدة عن ليه الدس دس دة حاصل، اديني معاك خبر.)

قد لا يعدو الامر حالة من اللا اكتراث من قبل مايكروسوفت اتجاه منظومة التحديث، ولكن سواء كان الامر خطاءاً ام فصل من نظرية مؤامرة من ذاك النوع ذو الموسيقى المرعبة المنتشر على اليوتيوب (اها، الناسا لسة ما خلتكم تصلو نهاية الارض المسطحة دي؟ </sarcasm>) يمكن ببساطة استنتاج ان الشفافية ليست ابداً احدى اولويات مايكروسوفت في المستقبل.


مايكروسوفت تصر على الادعاء انها مؤسسة منفتحة و ذات شفافية. خبر انضمامها الى مؤسسة اللينكس لا يزال يرن في الاذان، لكن هذه نفسها مايكروسوفت التي تتجه نحو مستقبل منغلق على نفسها، لا يملك فيها المستخدم خياراً سوى الاذعان لما ترى الشركة ان يحدث. في حد تاني شايف تناقض هنا؟

(على الهامش: ما تفهمني غلط، دة لا يعني اني بقول انه ما تعمل ابديت. عليك الله لم يجي الموضوع لتحديثات الحماية اعملها! انا زهجت كل مرة يجيني فلاش مضروب بمالوير الزول الكتبه ذاته بيكون مات! -_-)