All But Reality

Imagine a catchphrase here

Simple template. Background and Customization by Shihab Elagib. Powered by Blogger

December 19, 2015

10 ايام مع ويندوز 10

ويندوز 10، احدث -وأخر-اصدارات نظام مايكروسوفت المعروف. معذرة، "معروف" وصف بسيط للويندوز، فهذه المجموعة من الانظمة التي تستخدم في قرابة ال90% من الحواسيب الشخصية حول العالم ليست "معروفة"، انها ببساطة تمثل الحاسب الشخصي كما نعرفه وما أتى بغيرها مجرد حالات شاذة!
اذاً كيف لأحد ما ان يدعي اهتمامه بالتكنولوجيا الاستهلاكية دون ان تكون لديه خبرة بحديث هذه الانظمة؟ بغض النظر عن الاسباب التي قد تجعل احدهم يفضل البقاء في ويندوز 7 او 8، لكي ينال احدهم حق التعليق والانتقاد لا بد اولاً من يكون قد جرب ما يود انتقاده. وهذا بالضبط ما فعلت.



قبيل عام كنت قد قمت بمقارنة -قاصرة بعض الشيء- النسخة التجريبية من ويندوز 10 مع 7 من ناحية الاداء، نتيجة تلك التجربة ان وجود فرق كلي -وان كان ضئيلاً- لصالح 10. ليس لدي شك في احتمالية اختلاف الصورة اليوم، اختلاف غالباً نحو الأفضل. لكن تجربتي هذه لم يكن هدفها فقط الاداء، لهذا الغرض تكفيني حالياً معرفة انه لن يكون أسوأ بأي حال من الاحوال مقارنة بالنسخ السابقة. هذه التجربة كانت تحاول الخروج بفكرة عامة عن جاذبية النظام لصنفي المستخدمين البسطاء وما يعرفون بالـ"power users". ببساطة، هذه التجربة لا تعدو محاولة لاستخدام ويندوز 10 كما كنت استخدم سابقيه، محاولاً نقل كل عاداتي ومتطلباتي الحوسبية لهذا النظام الجديد.
قبل الدخول في ملاحظاتي عن النظام، يجب ان اذكر اني -وان كنت قد قمت بتجربته ايضاً- لم استخدم الاصدار السابق، ويندوز 8/8.1، بصورة مطولة. لذا قد تجد بعض الملاحظات التي اُخِذت على انها تحديث جديد في 10 بينما في الحقيقة هي موجودة  منذ 8. غالب النص ادناه ستجده مقارنة بين 10 و 7، مع ظهور قصير لـ8 هنا وهناك.
ايضاً اذكر بأن هذه تجربة قصيرة لفرد واحد، وليست دراسة تفصيلية لكل جوانب النظام.


الانطباع الاول:


تجربة تثبيت النظام لا تختلف كثيراً عنها في الاصدارات السابقة منذ فيستا، عملية بسيط جداً! الاختلاف المبدئي الوحيد قد يتمثل في العناصر الصورية المتبعة لفلسفة التصميم المسطحة المستخدمة منذ ويندوز 8.
تبدأ الفروقات في الظهور بين 10 و سابقيه عند الولوج لسطح المكتب. "سطح المكتب" مصطلح ينبغي الاهتمام به هنا، فمايكروسوفت راعت في 10 ان مستخدمي الحاسب الشخصي يعتبرون سطح المكتب هي الواجهة الرئيسية لأي نظام تشغيل موجه نحو تلك المنصة.
في ويندوز 10 ستجد عودة لقائمة ابدأ Start Menu الـ"اسطورية"، على الرغم من انها تشبه سابقاتها في القليل (المزيد لاحقاً). ستكتشف ايضاً اختفاء الـCharms Bar واستبداله بنسخة جديدة من مركز المهام Action Center او ما يعرف بين اوساط الهواتف الذكية بمركز الاشعارات Notification Center.
ايضاً ستجد ان مايكروسوفت اضافت حيز ادخال في شريط المهام Taskbar يستخدم لتفعيل خاصية البحث في الويندوز وايضاً للتعامل مع كورتانا، المساعد الرقمي المرفق مع نظام ويندوز 10. بالقرب من هذا الحيز ستجد زر الـTask view (يمكنك اعتباره وسيلة اخرى بدلا عن اختصاري Alt+Tab و Windows+Tab).
تبقى جميع العناصر الباقي كما هي مألوفة لمستخدم الويندوز. مساحة فارغة كبيرة تشمل اغلب الشاشة تمثل سطح المكتب تحوي بضع ايقونات افتراضية، اما شريط المهام ادنى الشاشة فيحوي زر قائمة ابدأ، ايقونات تمثل النوافذ المفتوحة بالإضافة للبرامج المثبتة عليه بالإضافة لحيز الـSystem Tray وبعض الايقونات الوظيفية و ايقونات البرامج التي تعمل في الخلفية دون الحوجة لنوافذ مفتوحة.


الـStart Menu، البطل العائد:


ربما تكون اكثر الجوانب التي احتلت صدارة الاسباب التي جعلت المستخدمين يحاربون ويندوز 8. قائمة ابدأ احد رموز نظام الويندوز، وانا شخصياً ارى انها كانت عملية اكثر من بديلتها التي استخدمت في ويندوز 8. القائمة الجديدة ورثت عن سلفها طريقة الولوج، عبر زر رقمي اسفل يسار الشاشة او عبر الضغط على زرار الويندوز على لوحة المفاتيح. ورثت عنها ايضاً عدة مميزات، كإمكانية تثبيت تطبيقات عليها من اجل الوصول السريع، عرض اكثر البرامج استخداماً في الجهاز، اتاحة خيارات لإغلاق الجهاز، عرض جميع البرامج المثبتة على الحاسب (و المسجلة في القائمة) وامكانية البحث عن البرامج، الادوات وحتى الملفات الموجودة على الحاسب مباشرة.
ما اختلفت فيه هذه القائمة هو كيفية عرضها واتاحتها لهذه الخصائص. فمثلاً، على الرغم من ان مايكروسوفت قامت بإخفاء شاشة ابدأ المبنية على واجهة ميترو\modernUI، الا انها لا تزال تستخدم اسلوب الـ"بلاط" في قائمة ويندوز 10 لعرض التطبيقات المثبتة عوضاً عن عرضها كمدخلات عادية في حيز مخصص اعلى القائمة مثل 7 وفيستا. هذه الطريقة -وان كانت تسمح بتثبيت كمية اكبر من البرامج بكثير من ما قبلها- ليست بأكثر الطرق كفاءة في استغلال المساحة. غير انها تعتمد على ان الايقونات وحدها كافية لتوضيح البرنامج المرتبط بها. امر قد يكون عسيراً بعض الشيئ اذا كثرت هذه الروابط.

احد الامور المفقودة في القائمة الجديدة هي رابط نافذة لوحة التحكم Control Panel والذي ربما لا يكون امراً سلبياً عند الاخذ في الاعتبار ان الوصول لتلك النافذة لا يزال ممكناً عبر كتابة بداية اسمها عند فتح القائمة، طريقة اسرع لمستخدمي لوحة المفاتيح.
بدلاً عن لوحة التحكم، تأتي قائمة ابدأ الجديدة برابط لنافذة اعدادات جديدة تسمى فقط بـ"Settings".

شخصياً وجدت الحالة التي تأتي بها جزئية البرامج المثبتة على القائمة غير مفيدة ومجهدة -نسبياً- لإفراغها من تلك التطبيقات. لا انكر ان لمايكروسوفت الحق في محاولة جذب المستخدم للاعتماد على تطبيقاتها وخدماتها، لكني لا استطيع الا ان اقارن هذه الحالة بتلك التي في ويندوز 7، حيث تأتي قائمة البداية بدون اي تطبيقات مثبتة ليشكلها المستخدم كما يشاء دون الحوجة للقيام بعملية تنظيف لأشياء غالب الظن انه لن يستخدمها اصلاً (او لن يستخدمها بالكثرة التي تحتاج للتثبيت على القائمة).

"بلاط"...
حتى محاولة تشغيل تطبيق كـadministrator من القائمة يحتاج خطوة اضافية.
ايضأ، Tor مع ويندوز 10 اشبه بمحاولة تنفس هواء نظيف في وسط بكين.


الاعدادات و تهيئة النظام:


احد اكثر الجوانب التي دفعتني لتخطي نظام ويندوز 8 كانت طريقة الجديدة للتحكم في اعدادات النظام التي ادخلتها مايكروسوفت. فقد قامت مايكروسوفت بتهميش سبل التحكم التقليدية (عبر لوحة التحكم والنوافذ المنبثقة منها مثلاً) وجعل الاولية لشاشات (ولا اقول "نوافذ") جديدة مصممة تحت فلسفة الModernUI. في وجهة نظري هذه الخطوة كانت مجرد زيادة تعقيد متنكرة على انها تبسيط لأمر لم يكن بالعسير (جداً) سابقاً. زيادة التعقيد اتت عبر جعل المستخدم مجبراً على حجز الشاشة بأكملها لتغير خيار كان سابقاً متاحاً عبر نافذة صغيرة لا تشغل سوى بعض بكسلات من الشاشة. ناهيك عن كونها اضافت اطناباً وتكراراً في النظام.

في ويندوز 10 (امتداداً من التحسينات التي قامت بها مايكروسوفت في 8.1) قامت مايكروسوفت بجمع العديد من الخيارات في نافذة اسمتها فقط بنافذة الاعدادات Settings، يمكن الوصول اليها عبر قائمة ابدأ او عبر مركز المهام (كحال بعض الاصدارات الاخيرة من الاندرويد). القادمون من نظام Ubuntu والانظمة المشابهة سيلاحظون وجه الشبه بين الفكرة خلف هذه النافذة ونوافذ اعدادات انظمتهم، لكن هذه النافذة تحديداً تتيح العديد من الخيارات التي لم تكن موجودة حتى في اصدارات الويندوز السابقة. غالباً لإرتباطها بخصائص لم تكن متوفرة انذاك.
اكثر الجوانب اهمية -او بالأصح: اثارة للجدل- هما تلك المتعلقة بالخصوصية ومثليتها المتعلقة بتحديث النظام. نافذة الاعدادات الرئيسية تحوي تبويبة للاعدادات المتعلقة بالخصوصية (تحت خيار Privacy) والتي بدورها تحوي على الكثير من التبويبات الفرعية التي تتيح قدراً من التحكم كنت اتمنى وجوده في جميع اصدارات الاندرويد. فهذه النافذة -مثلاً- تسمح بتحديد صلاحيات البرامج لإستخدام الكاميرا، المايكروفون او وسائط الاتصال كالبلوتوث. هذه الخيارات غالبها لا يحمل معنى في بيئة الحاسب الشخصي. فإن كنت مثلاً ممن يحتكرون حوسبتهم على الحواسيب الشخصية او تستخدم هاتفاً محمولاً لا يعمل بنظام الويندوز، فلا حوجة لك باغلبها.
القليل الذي يهم مستخدمي الحواسيب من هذه الاعدادات يشمل تلك المتلعقة بالإعلانات و الاخرى المرتبطة بالفيدباك. لن ادخل في الجدل المرتبط بتلك الاخيرة تحديداً، لكن يكفي القول ان اي مستخدم مهتم بخصوصيته سيرغب في زيارة هاتين النافذتين.

مجموعة الاعدادت الثانية المهمة هي تلك المتعلقة بتحديث النظام، وهنا ستجد الخيارات محدودة جداً. فويندوز 10 -كما هو معروف- لا يسمح للمستخدمين العاديين (اولائك الذين لا يستخدمون النسخ الموجهة للمؤسسات والسيرفرات) بإغلاق خدمة تحديث النظام او جعلها يدوية. النظام سيحمل التحديثات شئت ام ابيت، كل ما بإمكان المستخدمين فعله هو تأجيل تثبيتها فترة من الزمن وتأجيل تحميل التحديثات غير الضرورية.

ويندوز 10 لم يشذ عن 8 كثيراً في تعقيده لبعض الامور التي كانت بسيطة سابقاً، فخذ مثلاً محاولة تغيير دقة العرض. قديماً كان الوصول للنافذة المختصة بهذا الاعداد عبر الضغط بالزر الايمن على سطح المكتب ومن ثم اختيار اعدادت العرض. في 10 اضافت مايكروسوفت خطوة اضافية للوصول الى اعدادات الدقة في الدخول الى ما تسمى بالإعدادات المتقدمة.

"التطبيقات الافتراضية" Default Apps احدى الاعدادات التي لم استطع ان اكون عنها رأياً ايجابياً او سلبياً بالكامل. فعلى جانبٍ ما من الجيد ان نرى ان مايكروسوفت لا تزال تثق في المستخدمين (لمن لم يلاحظ: هذه سخرية) بسماحها لهم بتغير ارتباطات الصيغ مع التطبيقات المشغلة، اما على اليد الاخرى فقد وجدت ان ويندوز 10 لا يصر على التشكيك في هذه التغيرات، وفي بعض الاحيان يرفضها (مبدئياً). فمثلاً، عند محاولتي لتغير المشغل الافتراضي لبعض ملفات الفيديو لمشغل MPC-HC عبر قائمة السياق Context Menu، رفض النظام قبول هذا التغير لسبب ما حتى بعد المحاولة الثلاثة (وفي احداها ادى الامر لتجمد المتصفح). لحسن الحظ فإن المشغل (وغالبية البرامج المختصة بصيغ معينة) تتيح امكانية تغير الاعتمادية من داخل اعدادات البرنامج نفسها. الامر غالباً عائد لـbug في النظام، لكنه لا يزال عيباً يستدعي الانتباه.

"Yo dawg, so we heard you like redundancies, we gave you two of every settings window to do the exact same thing!"


الواجهة الصورية وسهولة الاستخدام 


الصراحة والحق يقال، في مجملها، التغيرات الصورية في 10 اقل تطرفاً من 8 بكثير! للدرجة التي تجعلني احذف هذا التغير من قائمة الاسباب المحتملة التي قد تجعل المرء يرفض الترقية للنظام الجديد.
ويندوز 10 لا يزال يتبني التصميم المسطح في رسم عناصره، الايقونات، القوائم المختلفة و حدود النوافذ، جميع هذه الجوانب تفتقد اللمسة ثلاثية الابعاد التي كانت طاغية حتى ما قبل ويندوز 8، مع احتفاظها ببعض تأثيرات القاء الظلال (drop shadows) للنوافذ قيد الاستخدام.
من الامور السلبية التي لاحظتها هي عدم وجود فاصل واضح بين شريط العنوان Title bar وشريط القوائم Menu bar للنوافذ (عند استخدام القالب الافتراضي، على الاقل)، فكلا هذاين الشريطين يظهران بنفس اللون. الاشكالية هنا تظهر عند محاولة التقاط نافذة ما وتحريكها عبر الضغط بزر الفأرة الايسر مع الاستمرار على شريط العنوان، طريقة تحكم معروفة في الويندوز. في ويندوز 10 لكن قد تصبح هذه الطريقة مثيرة للغيظ للمستخدمين الجدد، فغالباً ما سيجدون انفسهم يحاولون جر النافذة عبر الضغط على شريط القوائم من دون اي تأثير. قد يمكن الجدال ان هذه الاشكالية يمكن معالجتها بقليل من التدريب، لكن لماذا خلقت اصلاً؟

حزر فزر فين الmenu وفين الـtitle!


بالنسبة لمتصفح الملفات File Explorer (يعرف اكثر بـ Windows Explorer)، اولى الامور التي لاحظتها هي ان محاولة تشغيل هذا المتصفح تقود المستخدم لفولدر (Folder، كالعادة، سأستخدم تعريب المصطلح بدلاً عن "مجلد") ما يسمى بالـ Quick Access، او الولوج السريع. او كما عرفت في الاصدارات السابقة بفولدر (او مجموعة روابط) المفضلات Favorites. هذا يشمل محاولة فتح متصفح الملفات من الضغط على رابطه في قائمة ابدأ، من الضغط على ايقونة This PC (عرفت سابقاً بـMy Computer) على سطح المكتب او عبر اختصار Windows+E عبر لوحة المفاتيح. في ويندوز 7 كانت جميع هذه الطرق تقود لنافذة My computer (فيما عدا عند الضغط على الايقونة المثبتة على شريط المهام، هنا ستقود المستخدم للملف الذي يحوي المكتبات Libraries) التي تعرض المحركات الافتراضية المتاحة عبر وسائط ثابتة او مؤقتة، لذا ربما قد يؤدي هذا التغيير الى تردي في سريان استعمال بعض المستخدمين  للحاسب. لحسن الحظ يمكن تحويل وجهة جميع تلك الروابط لفتح نافذة This PC بتعديل خيارات بسيط.
الامر الثاني الذي لاحظته -وامتعضت منه- هو الاخفاء المبدئي لروابط المكتبات من على العامود الجانبي لمتصفح الملفات. المكتبات -منذ ظهورها مع ويندوز فيستا- كانت احدى الميزات الفعالة التي لم تلق اهتماماً كبيراً من عموم المستخدمين، لكن بالنسبة لمن هم مثلي، من يوزعون ممتلكاتهم الرقمية بين عدة partitions او يستخدمون عدة وسائط تخزين، فإن المكتبات تجعل من الممكن الوصول لجميع الملفات المتشابهة في مكان واحد دون الحوجة للدخول في دهاليز الShortcuts او الـSymbolic Links. لحسن الحظ ايضاً فإن المكتبات لم تختف تماماً، ويمكن اعادتها بتعديل خيارات بسيطة اخرى.
اضافة المكتبات للقائمة الجانبية يظهر مشكلة اخرى في متصفح ملفات ويندوز 7، مشكلة قمت بتسميتها الـExplorer redundancy (اياً كانت الترجمة العربية لها). فان القيت طلة على الصورة المرفقة فقط ستجد ان رابطي فولدر الصور Pictures والمستندات Documents يظهران ثلاث مرات في نفس القائمة!  وستجد ايضاً بعض الروابط الاخرى المكررة مرتين كرابط الـDownloads ورابطي الـVideos والـMusic.
الحل لبعض هذه الـ"تكرارات" بسيط، المدخلات المدرجة تحت تبويب الولوج السريع يمكن ببساطة فك تثبيتها لحذفها من القائمة، اما خيار عرض اخر الفولدرات او الملفات المستخدمة في نفس التبويب يمكن ايضاً اغلاقه بسهولة، تصبح المشكلة في تلك المكررة في كلاً من تبويبي المكتبات و This PC. الاولى تنبع ضرورتها من الميزات التي تقدمها (وفي الحالة وراء هذا النص هي الاساس الذي يفترض ان يبقى)، اما الثانية -والتي يفترض ان تزال في هذا السيناريو- لا توجد لها اي خيارات او اعدادات متاحة للتخصيص!
اللهم الا ان كنت تعتبر التعديل في مدخلات الـRegistry كـ"اعدادات"...
احدى الروابط الاخرى التي لا اجد لها فائدة شخصياً هي رابط فولدر خدمة الـOne Drive، ولكن للأسف فإن ازالته ايضأ تتطلب خوضاً في غمار مدخلات الـRegistry وتعديل قيم يفترض ان تكون متاحة بسبل اكثر سهولة للمستخدمين.

قبل: الحالة قبل محاولة "تنظيف" التكرار.
بعد: بعد العبث في الـRegistry والقيام بالتنظيف.
Libraries > Quick Access.


احدى المميزات التي سوقت بقوة في ويندوز 10 (ومن قبله ويندوز 8) هي خاصية تثبيت التطبيقات او الـApp Snapping. وان كنت الخاصية بصورتها المبسطة موجودة منذ ويندوز 7 و -افترض- فيستا، الا ان 10 اضاف اليها بعض الميزات الصغيرة التي قد تجعل استخدامها اكثر اريحيةـ او صعوبة، حسب وجهة نظرك.
الخاصية افتراضياً تأتي بإعداد -عند تثبيت نافذة ما على نصف الشاشة- يحول النصف الثاني لنسخة مصغرة من مستعرض المهام Task View. ميزة قد تكون مفيدة لأحدهم، حيث ان النظام يقترح فيها النوافذ المفتوحة الاخرى التي يمكن له تثبيتها على النصف الثاني. لكن لذوي الحركة السريعة في الفأرة و من يخططون مسبقاً ما سيقومون بفعله او اولائك المنتقلين من اصدارات اقدم، هذه الميزة قد تسبب الماً في الرأس وتؤثر سلباً على كفاءة الاستخدام. من الجيد ان مايكروسوفت اتاحت اعدادات لإغلاقها، والا تحولت الApp snapping من احدى اكبر ميزات النظام لأكثرها كرهاً.
التحديث الثاني الذي طرء على الخاصية هو امكانية تغير حجم كلاً من النافذتين المثبتتين في نفس الوقت! فعند تصغير او تكبير احدى النافذتين المثبتتين عبر جر طرفها بالفأرة، ستجد ان النافذة الاخرى قد تغير حجمها لتشغل كل الحيز الباقي المتاح لها. هذه الميزة مفيدة كثيرأ للـmutlitaskers، وخاصة اولائك الذين يتطلب استخدامهم العمل على مستندي Word او spreadsheets في نفس الوقت.
وبينما نحن في الحديث عن تغيير حجم النوافذ، الان يمكن للمستخدمين تغير حجم نافذة الـCommand Prompt (CMD) في المحور الافقي!

ولكن، ان قيل لي ان اسمي جانباً جمالياً واحداً قامت مايكروسوفت بتنفيذه بصورة صحيحة فإني سأقف مع اختيارت الخلفيات التي قاموا بها لخاصية Window Spotlight المستخدمة لخلفيات شاشة القفل.

عن التحديث الاجباري:


اكثر جوانب ويندوز 10 اثارة للجدل من قبل حتى مواعيد اطلاقه الرسمي، عدم اتاحته للمستخدمين القدرة على اختيار اي التحديثات التي سيقومون بتحميلها ومتى يودون القيام بهذا التحميل. التحديثات -عموماً- مهمة للبرمجيات، لكن التحديثات الاجبارية ليست احد اكثر الخيارات عقلانية في نظام يستخدمه كلاً من المستخدمين البسطاء الذين لا يفقهون شيئاً عن الحاسب غير متصفح الشبكة، والمستخدمين المتقدمين من مبرمجين ومديري نظم او حتى الهواة مِن مَن يسمون بالـPower Users. قد كنت سابقاً طرحت وجهة نظر دفاعاً (مع الكثير من التحفظات) عن هذه التحديثات الاجبارية. لكن عندما قمت بتجربة النظام بنفسي وتعرضت للأثار المرتبطة بهذه الـ"ميزة"، اسمحوا لي ان اقول اني اسحب اي دفاع قلته عنها، التحديثات الاجبارية اغبى خطوة قامت بها مايكروسوفت منذ الـZune.

بعيداً عن المبالغات، تجربتي مع هذه التحديثات قليلاً ما خرجت بفائدة مباشرة -لي كمستخدم- تذكر. اما على الصعيد الاخر، فلا نهاية للمشاكل والسخط الذي اصابني من تلك العملية. ولنبدأ بمحتوى هذه التحديثات نفسه.
منذ ويندوز 7 (وافترض فيستا) اتاحت مايكروسوفت امكانية تحميل مشغلات العتاد Device Drivers عبر اداة تحديث الويندوز، وان لم تكن هذه الخاصية تغني بالكامل عن زيارة موقع مصنع الحاسب او العتاد لتلك الدارات والاجهزة التي لا تتبع لأسماء كبيرة في الصناعة لأن اداة التحديث -ببساطة- لا تشملها. ويندوز 10 لم يشذ عن هذه القاعدة، لكن عند محاولة تحميل المحركات الضرورية لحاسبي عند اول استخدام (أو بالأصح، عند اكتشافي بأن الويندوز قام بالبدء بتحميل هذه المحركات. تذكر، ليس لدي سلطة على خدمة التحديث) اكتشفت بأن جميع المحركات المتاحة ليست سوى نسخ قديمة. ليس امراً تتوقعه  من اداة "تحديث".
بالاضافة لذلك، فإن اداة التحديث غالباً قد تتغاضى عن تحميل اجزاء من رزمة المحرك، خذ مثلاً برنامج Geforce Experience الذي يأتي مع رزمة محركات بطاقات Nvidia الصورية، هذا البرنامج -بالاضافة لبعض المحركات الثانوية التي تأتي مع الرزمة- لم يقم الويندوز بتحميلها في ذلك التحديث.
بدون الدخول في كمية المشاكل المحتملة التي تأتي بها هذه التحديثات.

الامر الاخر المثير للامتعاض هو ان النظام يحمل التحديثات متى ما اصبحت متاحة له. او، بلغة اخرى، الويندوز لا يهتم لما تفعل في تلك اللحظة، سواء ان كنت تحمل ملفاً، تجري محادثة رقمية، تتصفح بريدك الالكتروني او غيره، النظام سيحمل تحديثه وسيضغط على سعة ناقل الشبكة مؤثراً بذلك سلباً على استخدامتك الاخرى لها! بالطبع، قد لا يشكل هذا الامر تردياً كبيراً في الجودة ان كنت تستخدم اتصالاً ذو سعة عالية (عالية) بالانترنت، لكن للمستخدمين ذوي الاتصالات المتواضعة: اتحرقوا بجازكم كما تسري المقولة.
قبل استخدامي لويندوز 10 كنت كثيراً ما اعتقد ان مايكروسوفت ستتيح -على الاقل- ميزة لكبح استهلاك اداة التحديث لسعة الشبكة عند وجود استهلاك اخر لها من المستخدم، ولكن تجربتي الشخصية تجعلني اشك في وجود مثل هذه الميزة او قدرتها على العمل. تلك الحالة كثيرأ ما مرت بي اثناء استخدامي للنظام. فمثلاً، عند محاولتي للولوج لحسابي في خدمة Steam لم يستطع البرنامج ادخالي نسبة لإستهلاك اداة التحديث حيزاً كبيراً من سعة الناقل. وبالمثل، لاحظت عدة مرات تردياً في سرعة تصفحي للمواقع الالكترونية، وعند مراجعة ادوات مراقبة استهلاك موارد الحاسب أكتشف ان اداة التحديث قد خلقت زحاماً في حلقة الوصل بيني وبين الشبكة العنكوبتية.
اما القشة التي قسمت ظهر البعير فقد كانت حينما كنت في خضم لعبة متعددة اللاعبين عبر الشبكة، تطبيق لا يحتمل ابداً وجود تأخير Latency/Lag في الاتصال يتعدى بضع عشرات من الملليثواني، اذا بي اجد ان هذا التأخير قد وصل الى حد حسب فيه بالثواني الكاملة! والسبب؟ نعم، اداة تحديث الويندز...
بدون نسيان ذكر ان اداة التحديث لا تتيح اي معلومات تساعد المستخدم على حساب المدة التي سينتظرها لإنتهاء هذه العقوبة المسماة ابديت. فالاداة الجديدة لا تخبر المستخدم عن حجم التحديثات الجديدة (على عكس الاصدارات السابقة)، ولا تخبره حتى عن سرعة التحميل الحالية.او الزمن المتوقع لإنتهاء هذه التحميل، مخرجات رئيسية لأي برنامج تحميل او نقل ملفات.

اغلاق الخدمة Windows Service المسؤولة عن اداة تحديث الويندوز احد اكثر الخيارات المنتشرة لحل الاشكاليات المتعلقة بها. هذا الاقتراح -على الرغم من انه فعلاً حل للمشكلة- لا يعدو كونه حل ترقيع وتفادي للإشكالية الرئيسية مع خلق سلبيات اخرى اصغر. اداة التحديث موجودة لسبب وليست مجرد عبث. اغلاقها تماماً يعني عدم امكانية التحصل على التحديثات الامنية ومعالجات الاخطاء البرمجية الكثيرة التي تصدر للنظام. بإغلاقها يصبح النظام عرضة لعشرات المخاطر التي تظهر كل يوم حول العالم. ناهيك عن ان اغلاقها لا يعدو كونه "hack" بطرق ملتوية لما يفترض ان يكون -وكان بالفعل- من الخيارات الرئيسية في الويندوز. وجود هذا الحل الجانبي لا يحسب في صالح ويندوز 10، بل يحسب ضده.

توضيح: الكاتب يعلم وجود ادوات تمكن من منع خدمة تحديث الويندوز من تحميل محركات وبرامج معينة. لم اجربها شخصياً، ولكني ارى ان وجود هذه الادوات ايضاً لا تحسب في صالح الويندوز لأنها ليست من ضمن ادوات النظام الداخلية.

البرامج المرفقة:

مايكروسوفت لا تنشر فقط انظمة تشغيل، مايكروسوفت ايضاً معروفة بإنتاجها للعديد من البرمجيات الاخرى، اغلبها مصمم للعمل فقط ضمن بيئة الويندوز، والعديد منها يأتي مرفقاً مع النظام. لذا فإن الحديث عن اي نظام ويندوز لا يكتمل الا بالحديث عن البرامج الاخرى التي تأتي مرفقة معه. ولنبدأ الحديث بمتصفحات شبكة الانترنت.
انترنت اكسلبورر، المتصفح الإفتراضي الذي ارتبط إسمه بنظام تشغيل الويندوز، لم يكن دوماً افضل المتصفحات المتاحة للمستخدمين، لكنه لم يكن دوماً اسوأها (او سيئاً مطلقاً). ربما لم تكن فترة الاصدارات ما بين الخامسة والتاسعة اكثرها سطوعاً، لكن منذ الاصدارة العاشرة اصبح المتصفح اقل ما يوصف به انه جيد جداً للاستخدام اليومي. للأسف، السمعة السيئة التي ارتبطت بالإسم، بالإضافة الى حراك مايكروسوفت الاخير نحو تغير طلاء واعادة اخراج خدماتها في حلل جديدة، ادت نتيجته الى "قتل" اسم انترنت اكسبلورر واستبداله بمشروع سبارتان Spartan، الذي اطلق مع ويندوز 10 تحت اسم مايكروسوفت إيدج Microsoft Edge.

ان اردت وصفاً مختصراً: مايكروسوفت ايدج متصفح جيد جداً! ان اردت تفصيلاً فهذا المتصفح يملك اداءاً ينافس متصفح قوقل كروم (وفايرفوكس، لكني لم اجرب هذا الاخير في بيئة ويندوز 10) و واجهة رسومية مبسطة ونظيفة (وان كانت اكبر حجماً بقليل من الاصدارات الاخيرة لإنترنت اكسبلورر). المتصفح للأسف يبدو قاصراً في العديد من المميزات التي قد تهم بعض المستخدمين، اهمها دعم التطبيقات الاضافية. مايكروسوفت قررت ايقاف دعم تطبيقات الـNPAPI مع ايدج، لذا لا تتوقع انك ستجد دعماً من الـPlugins من الاطراف الثالثة لهذا المتصفح. لحسن الحظ، مايكروسوفت اعلنت انها ستتبع خطا قوقل في "حل" هذه "المشكلة" بخلق اطار خاص بمتصفحها لتطوير الاضافات (او كما تسمى هنا: Extensions)، لكن هذا الامر لا يزال رهينة المستقبل. الجيد (او السيئ، حسب وجهة نظرك) ان ايدج يأتي بدعم داخلي لمشغل ادوبي فلاش، السيئ (او الجيد، مجدداً، حسب وجهة نظرك) ان اضافات مهمة للبعض مثل برامج حجب الاعلانات Ad Blockers لا يوجد لها دعم في المتصفح. 
من الامور الاخرى السلبية في متصفح ايدج هي ميزة الـ"تعليق" عند اخفاء او تقليص نافذة المتصفح لشريط المهام. مثل الغالبية العظمى من تطبيقات الهواتف المحمولة (وامتداداً لها، اغلب التطبيقات التي تنوي مايكروسوفت اطلاقها من الان فصاعداً) فإن النظام يقوم بتعليق عمل المتصفح عن اخفاءه (الضغط على زر الـMinimize مثلاً)‍، اي ان اي عملية معالجة تتم في المتصفح سيتم ايقافها الا ان يعود المتصفح الى الواجهة. لتوضيح العملية بمثال بسيط: تصور انك تقوم بتشغيل مقطعاً على اليوتيوب او الـSound Cloud)، رغبت في العمل على برنامج اخر بينما انت تستمع للمقطع والمتصفح في الخلفية و قمت بالتحويل الى ذلك البرنامج الثاني. هنا سيقوم الويندوز بإيقاف عمليات المعالجة التي يقوم بها المتصفح، اي انه سيوقف تشغيل ذلك المقطع ما دام المتصفح في الخلفية. ان اعدته الى المقدمة سيستأنف المقطع التشغيل من نفس النقطة التي كان يقف فيها. 
ميزة تعليق البرامج قد تكون منطقية لبيئة عمل الهواتف المحمولة ذات قدرات المعالجة والتخزين العشوائي المحدودة، لكنه ليس من المنطقي تطبيقها في بيئة تملك عشرات (ان لم تكن مئات) الاضعاف منها! 


برنامج اخر مرفق مع الويندوز، ان صح وصفه "برنامجاً مرفقاً"، هو اداة مايكروسوفت للحماية من البرمجيات الخبيثة. التحفظ على تسميته برنامجاً مرفقاً تعود لأن هذه الاداة التي كانت ما قبل ويندوز 8 تتاح كبرنامح منفصل يسمى Microsoft Security Essentials، اصبحت منذ 8 مدمجة في خدمات الحماية الداخلية للويندوز تحت اسم Windows Defender (مع الانتباه الا ان اسم Windows Defender كان متواجداً منذ فيستا و7، لكن لأهداف حماية اقل). هذه الاداة، سواءاً ايام فيستا و7 او 8 و10، اشتهرت بتقديمها لحماية مبدئية جيدة دون اي تأثير يذكر على سلاسة النظام. لكنها لا تزال "حماية مبدئية". اداة الويندوز دفيندر ستجدها دائماً اسفل القائمة بين برامج الحماية في اختبارات الكفاءة. بل كثيراً ما ستجد الفرق بينها وبين الاداة الاعلى منها كفاءة اكبر بكثير من الفرق بين التي قبلها وبين اعلى البرامج كفاءة! قد تكون هذه الاداة كافية لمن يستخدمون حواسيبهم بحذر، لكن حتى هنا ستجد المنطق يقول لم يكتفي المرء بأداة كفاءتها اقل من المتوسط بكثير، بينما هنالك برامج مجانية اخرى افضل؟

"متاجر التطبيقات" يعتبرها الكثيرون اهم مميزات الانظمة الحديثة، غالباً لكونها تمثل مصدراً مضموناً للتطبيقات الامنة وذات الجودة العالية. شخصياً ارى هذه المتاجر -بدون نكران الفوائد المكتسبة منها- امراً يؤدي في اخر المطاف لما يشبه الحديقة المغلقة Walled Garden كما هو الحال في منصات الـiOS. ربما يكون نظام الويندوز محمياً من مثل هذا المستقبل نسبة لقاعدة مستخدميه الكبيرة. لكن يجب ان لا ننسى ان مايكروسوفت قامت بالفعل في يوم ما بإغلاق الويندوز على متجرها (كما حصل مع ويندوز RT).
عودة الى الموضوع، ويندوز 10 -كويندوز 8- يأتي بمتجر مايكروسوفت للتطبيقات مبنياً بداخله. لم اجد له استخداماً كبيراً شخصياً، لكني قمت بتجربته لتحميل بعض البرامج. تجربته لم تختلف كثيراً عن تجربة مركز البرمجيات Software Center في نظام أبنتو. الفرق الرئيسي كان في ان متجر مايكروسوفت يتطلب ان يلج المستخدم بحساب مايكروسوفت الخاص به، حتى وان كان الحساب المستخدم في الويندوز حساباً محلياً. ربما لا يكون امراً غريباً عند الاخذ في الاعتبار ان متاجر الاندرويد والـiOS تفعل المثل، وان البرمج التي تتطلب شراءها سيحتاج فيها المتجر لحساب بنكي مرتبط بحساب المستخدم، لكنه غريب عند مقارنة المتجر بـ-مرة اخرى- مركز البرمجيات في نظام ابنتو.
اه، وبالمناسبة، المتجر لا يحتاج طرقاً ملتوية لفتحه من السودان! 

مايكروسوفت تحاول بشتى السبل دفع مستخدمي الويندوز لإستخدام خدماتها الاخرى، امرٌ لا يدعو للإستغراب. وبالتالي ليس هنالك داع للإستغراب من وجود برنامج عميل لخدمة OneDrive للتخزين السحابي مثبتة في النظام! ما اعترض عليه شخصياً هو ان يكون هذا البرنامج مبنياً في النظام بمثل هذه الصورة! البرامج الاخرى التي تأتي مع الويندوز - تحديداً متصفح انترنت اكسبلورر ومشغل موسيقى الويندوز Windows Media Player- يمكن ايقافها من نافذة ايقاف وتشغيل خصائص الويندوز (تجدها في نافذة اضافة ومسح البرامج)، لكن برنامج الـOne Drive؟ ستحتاج للعمل على نافذة الـCMD لمسح البرنامج نفسه، والخوض في غمار الـRegistry لحذف مدخلتها في متصفح الملفات كما ذكرت اعلاه. برنامج الـOne Drive اشبه بالسرطان في ويندوز 10!

اما على جانب الصوتيات والمرئيات فستجد ان مايكروسوفت لا زالت تبني مشغل الـWindows Media Player داخل النظام، لكنها ايضاً اضافت -واعتقد ان هذا هو الحاصل منذ ويندوز 8- تطبيقي Groove Player و Films & TV.
مشغل Groove يفترض ان يكون هدفه الرئيسي هو تحميل (واقصد بها هنا Stream، وان كانت "تحميل" ليست الترجمة الصحيحة لها) المقاطع الصوتية عبر الشبكة (كحال خدمات اخرى مثل Spotify مثلاً)، لكن التطبيق يمكن ان يستخدم ايضاً كمشغل للصوتيات المحلية (دون الحوجة لحساب مايكروسوفت او شبكة). تجربتي البسيطة لهذا المشغل خرجت منها استنتاجين: أن هذا المشغل بسيط لدرجة الاعاقة، وان نظام الويندوز اخيراً اصبح يأتي بدعم داخلي لصيغة الـFLAC!
بساطة Groove قد تكون جذابة لبعض المستخدمين، وفي الحقيقة هذا هو السبب الذي كان يدفعني عادة لإستخدام مشغل الويندوز قديماً بدلاً عن البرامج الاخرى الاكثر تعقيداً. لكني لاحظت بعض البطء في المشغل عند التحويل بين بعض الملفات او عند اضافة عدة مقاطع لقائمة التشغيل. الجانب السلبي الاخر هو عدم دعم المشغل للـdrag and drop لإضافة المقاطع لقائمة التشغيل، او في الحقيقة عدم دعمه لأمكانية اضافة اي مقطع صوتي من خارج التطبيق!
لم اجرب تطبيق الـFilms & TV، لكن اشك في اختلافه كثيراً عن Groove كمشغل للملفات المحلية. لكني اعطيه درجات اضافية في دعمه لصيغ الـh.265 HECV وكونتينرات الMKV. ليس انجازاً كبيرأ لمشغلات المرئيات في هذه الايام، لكنه امرٌ من المتوقع ان تتغاضى البرامج البسيطة النظر عنه.
عن دعم الصيغ، اضافة الدعم الداخلي للـFLAC في النظام قد يكون احد افضل الامور التي فعلتها مايكروسوفت في ويندوز 10! وانا متأكد ان الكثير من محبي الموسيقى عالية الجودة ستعجبهم هذه الخطوة. وان كنت شخصياً اصبت ببعض خيبة الامل حين اكتشفت عدم وجود دعمٍ لخيار اضافة ملفات الصيغة لمشغيل الويندوز عبر قائمة الصياغ.

توضيح: على الرغم من ان كورتانا، المساعد الالكتروني ذو الذكاء الاصطناعي يعتبر احد اهم جوانب ويندوز 10، الا ان استخدامي للحاسب الشخصي لا يشمل حوجة لمثل هذه البرمجيات. ناهيك عن اعتماد هذه الخدمة على الحوسبة السحابية واشتراطها تقديم المعلومات الشخصية لمايكروسوفت. قد لا اكون اكثر المهتمين بالخصوصية الشخصية، لكني شخصياً لن اعير هذه الخدمات بالاً حتى تقدم لي حلولاً محلية بالكامل.

قليل من الـgaming:


الـPC gaming هو الويندوز، والويندوز هو الـPC gaming. حتى وان كنت مِن مَن يتمنون ان تتحول انظمة اللينكس (سواء كانت SteamOS او غيرها) الى خيارات منافسة، لا جدال على ان كل العاب الحاسب الشخصي (تقريباً) تخرج اولاً للويندوز والواجهات البرمجية الحصرية له. لحسن الحظ، ويندوز 10 لم يضف الكثير من التغيرات الدرامية التي تجعل تشغيل الالعاب اشكالية فيه. لكن لا تزال التجربة واجبة.
كما هو متوقع، فإن خدمات الالعاب الكبيرة (التي لا تزال تعمل) مثل Steam و EA Origin تعملان في النظام الجديد، عملية تثبيت كليهم لم تواجهني فيهما اي اشكالية (متعلقة بدعم النظام. بدون حساب التأخير في التحديث نتيجة لشغل تحديث الويندوز الاجباري لسعة الاتصال، ودون حساب ان موقع اوريجون محجوب من السودان. الله يجازيكم يا EA!). اعادة تثبيت الالعاب المحملة مسبقاً تمت دون مشاكل ايضأً. وكذلك تشغيل تلك الالعاب نفسها.
قائمة الالعاب التي جربتها في ويندوز 10 تشمل CoD: Black Ops، CoD: Modern Warfare 3, Team Fortress 2, Prison Architect, Battlefield 3, Tropico 4, Crysis, Rainbow 6: Siege, No One Lives Forever 2ـ CoD: Modern Warfare و Half-Life. بالإضافة ايضاً لمحاكي العاب البليستيشن 2: PCSX2.

لم تواجهني مشاكل مع اغلب هذه الالعاب، لكني لاحظت بعض التصرفات الغريبة في بعضها. فمثلاً في Black Ops لاحظت بعض التشوهات الصورية Artefacts عند القيام بالتنقل بين اللعبة والبرامج الاخرى عبر اختصار Alt_Tabbing. وفي احدى الحالات وصل الامر لحد حدوث خطأ ادى لإغلاق اللعبة تماما (Crash). لا اذكر حدوث مثل هذه الامور على الرغم من اني قد قضيت قرابة الـ400 ساعة مع هذه اللعبة (حسب احصائيات Steam). ربما يرجع هذا الامر لـbug او عدم توافق لبعض عناصر اللعبة مع محرك الجرافيكس الجديد في ويندوز 10. Tropico 4 ايضاً شهدت حالة لخطأ ادى لإغلاق اللعبة. لكنه لم يمر علي سوى مرة واحدة. الاشكالية الوحيدة المتكررة كانت مع محاكي PCSX2، حيث تكرر الخطأ المؤدي لاغلاق البرنامج عدة مرات بعد مضي 5 لـ10 دقائق منذ بداية تشغيله.

فيما عدا الحالات الثلاث اعلاه، لم الاحظ اي اشكاليات عند تشغيل الالعاب مع هذا النظام تختلف عن ما اواجهه في ويندوز 7. الامر الوحيد الذي يمكن ان اضيفه اليهم فيما يتعلق بالالعاب هو اعدادات الفأرة، وتحديداً تلك المتعلقة بالتسارع Mouse Acceleration. ان كنت من المهتمين بالالعاب (لاحظ الخط تحت "مهتمين") فغالباً ستكون قد مررت بالجدالات الدائرة حول هذه الخاصية. وللإختصار فيكفي ان نقول ان العديد من محترفي العاب الحاسب الشخصي لا يرغبون في وجود اي نوع من التسارع في حركة الفأرة، لذا فإن اغلاق هذا الخيار واجب قبل البدء في اللعب.
الاشكالية هنا تطرقت اليها بالفعل اعلاه: طريقة عرض ويندوز 10 للخيارات زادت من تعقيدها! خيار التسارع هذا لا يتوفر (عبر نافذة GUI بسيطة) الا عبر نافذة اعدادت الفأرة الموجودة في لوحة التحكم، لكن البحث عن كلمة "mouse" في قائمة ابدأ سيقود المستخدم لاعدادت اخرى للفأرة في نافذة الـsettings الجديدة، والتي لا تحوي اي اعدادات للتسارع. بينما في ويندوز 7 (وبصورة اكثر تعقيداً من 7، في ويندوز 8) ستجد تلك النافذة المقصود في اولى خيارات البحث في قائمة ابدأ!
ما هي الفائدة من تسريع النظام ان كنت ستزيد من المدة التي يحتاجها المستخدم للوصول الى الاعدادات المهمة؟ الامر الايجابي في اعدادات الادخال هو ان مايكروسوفت قامت بإغلاق خاصية الـSticky keys بشكل افتراضي.


وقليل من الانتاجية:


الحواسيب ليست فقط للعب والترفيه فقط، الحواسيب اولاً واخيراً للعمل والانتاج. هكذا بدأ الويندوز، وهكذا يجب ان يكون. اذاً هل سيعمل ويندوز 10 مع البرامج الانتاجية التي استخدمها؟ يفترض ان يكون الجواب نعم حتى بدون سؤال، اللهم الا ان كانت تلك البرامج من قبل عهد ويندوز XP!

عادة، اولى البرامج التي اقوم بتثبيتها هي برامج التعامل مع مستندات الـPDF. وخياري غالباً ما سيكون برنامج FoxitPDF، ليس فقط لكونه قارئ مستندات ذو اعتمادية وامان عاليين (مقارنة بقارئ ادوبي) بل ايضاً لكونه يأتي بطابعة افتراضية Virtual Printer لطباعة اي مستند من محرر نصوص او رسم هندسي من برنامج رسام كملف PDF. 
لكن في ويندوز 10، لم احتج لأي من هذه الميزتين! فالنظام يأتي بطابعة افتراضية من مايكروسوفت للطباعة كـPDF، ومتصفح Edge يمكنه العمل كقارئ ملفات PDF مع احتفاظه بمميزات الاداء والاعتمادية العالية للمتصفح! ويندوز 10 ببساطة يأتي بدعم داخلي لاحد اكبر الوظائف المكتبية دون الحوجة لبرامج اخرى. 

حزم البرامج المكتبية قد تكون اهم برامج الانتاجية في الحواسيب، ومايكروسوفت تنتج احد اكبر -ان لم تكن اكبر- الحزم المتوفرة، حزمة Microsoft Office. بالطبع، لأن الحزمة تسوق كخدمة مدفوعة (وسابقاً كبرنامج مدفوع) لم يكن من المتوقع ان يأتي ويندوز 10 بها مبنية في النظام، لكنه يأتي بتطبيق لـ"تسهيل" عملية التحصل عليها، التطبيق يتيح ايضأ تجريب الحزمة لمدة شهر.
حزمة مايكروسوفت ليست الوحيدة المتاحة لنظام الويندوز، وانا شخصياً من مستخدمي حزمة Libreoffice التي -حسب تجربة سريعة- تعمل في ويندوز 10 بدون اي مشاكل تذكر.

البرامج الاخرى التي جربتها شملت 3DS MAX 2014، محرك التصيير Vray، برنامج تعديل الصور Photoshop، بيئة تطوير البرمجيات Microsoft Visual Studio Express، برنامج تحويل صيغ الفيديو Handbrake و برنامجي ضغط الملفات 7zip و WinRAR. لم تواجهني اي مشاكل في تشغيل هذه البرامج، بل على العكس اكتشفت ان ويندوز 10 شمل بعض التطويرات التي تجعل العمل معها افضل في بعض الحالات.
عند استخدام برنامجي الـ3DS MAX والـVray في تصيير مشهد ما في ويندوز 7 كنت كثيراً ما احتاج الى تشغيل مدير المهام Task Manager وتعديل اولوية البرنامج لدرجة دنيا كي اتمكن من استخدام الجهاز لاغراض بسيطة اخرى كتصفح الانترنت او مشاهدة فيديو. في ويندوز 10 لاحظت انه يمكنني القيام بتلك الاعمال دون الحوجة لتعديل الاولوية! اي نعم لا يزال هنالك بطء عند القيام ببعض العمليات (كعمليات تثبيت البرامج التي تتضمن في داخلها عمليات فك ضغط)، لكنها لا تزال افضل مما كانت عليه في 7!

بنظرة عن بعد:


ويندوز 10 ليس نظاماً سيئاً البتة، ان كان المقياس هنا هو الاعتمادية، الاداء وسهولة التشغيل. ويندوز 10 سريع، نسبياً "نظيف" الواجهة (انظف من 8 على كل حال)، يأتي بتقنيات وادوات تجعل من 7 و8 يبدوان كسيارات عتيقة، و اهم الميزات بينها: انه مجاني! (مع احترام شروط الـ"مجانية" هذه).
كأحد المعترضين على التغيرات الرسومية وفلسفة التصميم التي اتى بها ويندوز 8، ويندوز قارب ان يكون لي كالنظام الكامل! ولكن للأسف، مايكروسوفت ابت الا ان "تطلق النار على قدمها" وتستمر في خطوات واستراتيجيات مثيرة للجدل. ففي سوق تجد فيه المئات والالوف من مستخدمي الاندرويد يبحثون عن ثغرات في هواتفهم ليستعيدوا حق التحكم الكامل بها، تجد مايكروسوفت تجبر المستخدمين على قبول ميزات وتحديثات قد لا يكونون راغبين فيها! وفي عالمٍ تعلو فيه الاصوات المنادية بالخصوصية، تجد مايكروسوفت تجبر المستخدمين على امدادها بالمعلومات اما عبر اليات قياس عن بعض اجبارية او ستراتيجيات اقل ما تمكن ان توصف به انها نوع من الـobfuscation للإعدادات المتعلقة بها!

ويندوز 10 نظام ممتاز! لكن مايكروسوفت... طبزتها...